الإحسان
الإحسان من أعظم الصفات التي يتّسم بها الأشخاص الذين يخافون الله تعالى وكأنهم يرونه تماماً، وهو بذل الجهد لخدمة ومنفعة العباد والبلاد، وذلك في جميع الأفعال الحسّنة والجميلة والطيبة، فصاحب الإحسان لا يقم بالإسائة لأحد ويترك جميع الأعمال القبيحة، فالإحسان هو سبل يؤدي لتماسك المجتمعات وتقدمها، والإنسان مأمور به وحتى في الصغيرة والكبيرة وكل قول وفعل يتم مع الإنسان والحيوان، ويأمر المحسن بتأديته لجميع الواجبات على أكمل وجه ويجتهد في مستحبّاتها، والإحسان صفة من صفات الله الرحيم، فقد قال الله عن نفسه في سورة السجدة: (ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [السجدة: 6 – 9].[1]
فوائد الإحسان
من فوائد الإحسان فى الاسلام مجموعة عديدة ومنها ما يأتي:[1]
- قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 128]، وقال سبحانه: ﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾.
- وقال سبحانه: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة: 100].
- الاحسان طريق إلى الجّنة، قال سبحانه: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) [سورة يونس: 26]، وقال تعالى: ﴿فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ) [سورة المائدة: 85].
- الإحسان طريق لرحمة الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56].
- الإحسان يفتح الطريق إلى محبة الله سبحانه وتعالى كما أخبرنا بقوله تعالى (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134].
- الإحسان سبب من أسباب نيل العلم والتفقه في الدين؛ قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 22].
- الإحسان أحد أسباب إحسان الله تعالى إلى عباده؛ قال الله سبحانه وتعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) [الرحمن: 60].
- المحسنون أول المستفيدين منه، لقوله سبحانه وتعالى: (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) [الإسراء: 7].
- قال الله سبحانه وتعالى عن النبي إبراهيم عليه السلام: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [الأنعام: 84].
- الإحسان من اعظم الطرق للأجر والثواب، قال الله سبحانه وتعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 112]، وقال سبحانه: (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [هود: 115]، وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) [الكهف: 30].
بعض أنواع الإحسان
بعض من أنواع الإحسان ما يأتي:[1]
- الإحسان إلى ابن السبيل والمحتاج والمساكين واليتامى.
- الإحسان إلى العباد بالأخلاق، والصدق عند التعامل مع البشر.
- بذل النصيحة وتفريج الهموم والكروب، وإطعام الجائعين، والتصدق على المحتاجين.
- إرشاد التائه وتعليم الجهلة، التيسير على المعسورين والإصلاح بين الناس.
- الإحسان إلى الوالدين والأقارب ببرهم وصلتهم وترك ما يسيئهم ويؤذيهم.
- الإحسان إلى جيرانك، باحترامهم وتقديرهم وتوقيرهم وكف الأذى عنهم.
- الإحسان للأصحاب ونصحهم وحبهم وأخذ أيديهم للخير، ومنعهم الشرور عنهم، وأحسن إلى الخدّم وذلك بصون كرامتهم واحترامهم، وإعطائهم أجورهم قبل أن يجف عرقهم، وعدم تكليفه ما لا يطيق.
المراجع
- ↑ “فوائد الإحسان فى الاسلام“، “wikiarabi.com، ويكي عربي” اطّلع عليه بتاريخ 26-02-2021، بتصرّف.